الشيخ المغربي Admin
عدد المساهمات : 164 تاريخ التسجيل : 27/02/2010
| موضوع: رمضان والقران سعادة الانسان الأحد فبراير 28, 2010 5:09 pm | |
| رمضان والقرآن سعادة الإنسان
حين يستقبلك شهر رفع الله قدره ، لما فيه من خير وبركات فما عليك إلا أن تسأل عن نصيبك من هذا الفضل والخير .
ومعلوم أنّ الأيام والليالي عند الله ليست سواء ، فقد فضل الله بعض الأيام والليالي والشهور على بعض لينبه المؤمن إلى اغتنامها . إن نزول القرآن الكريم في هذا الشهر رفع من قدره ، وتميزت ليلة نزوله عن سائر الليالي ، ففيها تتنزل ملائكة السماء والروح ، وتكون أعمالنا فيها مباركة بما يتناسب وكرم الله سبحانه .
فرمضان والقرآن بينهما علاقة وثيقة ، إنهما زمن وعمل ، وبواسطتهما يرتقي البشر ، وهما مجال لرياضة الفكر والجسم والروح .
أما رياضة الفكر فالصيام يقلل الطعام فلا انشغال ولا اهتمام إلا في أوقات محددة ، وتلاوة القرآن تحث الفكر على العمل على جميع مستويات التفكير ، تارة تحثه آيات القرآن على التدبر والتفكر ، وأخرى تحثه على التبصر ، وثالثة تدفعه إلى الاعتبار ، ومنها ما يفهمنا طبيعة البشر ، ومنها ما يبصرنا بقدرة الله في ملكوته و تفهم جبروته ، ومنها ما يقودنا إلى تلمس الطريق الموصلة إلى جنته ، وإلى اتقاء أسباب سخطه خوفاً من عذابه .
أمّا رياضة الجسم فتتم عن طريق برنامج زمني وعملي مشترك يستدعي اليقظة وقت السحر للصلاة والاستغفار وإعداد وجبة السحر ، ومن ثمّ صلاة الفجر وتلاوة القرآن والدعاء ثمّ الانصراف للعمل ، فهذه اليقظة المبكرة تعطي الجسم إشعاراً بأن النهار قد بدأ ، وأن البداية توجه لله ودعاء وبركة ، ثمّ انطلاقة في الأرض لإعمارها بخلق رفيع وإتقان بديع ، ومن بعدها لا بأس براحة تعين على استئناف الجد والعمل من تحضير لأمور الإفطار أو زاد من العبادة أو تواصل بين الناس بمد يد العون ، وبعدها تكون ساعة الفرح بالإفطار ، إنه فرح بالإنجاز ، وفرح بالنعمة بعد حرمان مؤقت منها ، وفرح باجتماع أفراد العائلة ، ثمّ تواصل مع أهل الحي في صلاة العشاء والتراويح .
وأما رياضة الروح فكأني برمضان يأتي ليجلو الضباب عن أرواحنا ، فما أكثر المشاغل ، وما أكثر الذنوب التي تبعدنا عن تفهم أنفسنا والتقرب من خالقنا ، نعم تشغلنا أنفسنا وأهلونا ، فيأتي رمضان ليقول عودوا والعود أحمد ، فلا عقبى أحمد من التقرب إلى الله ، ومجالات التقرب عديدة منها القولي ومنها الفعلي ، فلنا ما نشاء منها إلا أن على رأسها قراءة القرآن وتدبره ، فمنه نستمد الفهم لشتى أمورنا .
إن التعامل مع شهر رمضان يبدأ من إدراكنا أهمية الأوقات فيه سواء في ليله أو نهاره ، وليكن معنا وعي بأن أوقاته كلها مباركة ، وأنّ ساعات الليل والنهار ليست سواء فساعة السحر للسائل فيها ما سأل ، وساعة الفجر لا ينبغي أن نقضيها نياماً بل نشهد فيها أرزاقنا ، وصلاة الضحى زكاة البدن واجتماع صلاة الفجر في جماعة مع شهود ساعة الشروق بالتلاوة والذكر مع صلاة الضحى تكسبنا حجة وعمرة تامة تامة تامة ، والصدقة بركة ومضاعفة وكونها للأقرباء تعني صدقة وصلة ، وقراءة القرآن وتدبر آياته والعمل بما فيها يعني حق التلاوة ، وتفطير صائم وليكن من الأرحام أو المعارف أو الجيران تعني توفر السلام والوئام ، وأداء الزكاة والصدقات وبذل العون تعني تكافل المجتمع .
إن صوم رمضان جهاد للنفس ، فإذا اجتمع على المسلم جهاد النفس والهوى وجهاد عدو على البلاد اعتدى فهو أعلى مراتب الصيام حيث لا يرضى المسلم بالذل والهوان ، ويسعى للنصر أو الشهادة فتلكم هي العبادة .
لله درك يا شهر رمضان كم فيك من الخير ، وحق لك أن نستشرف قدومك ، وأن نشد الأحزمة لنحلق في روحانياتك ، وأن نتهيأ لاستقبالك على الوجه الذي يرضي ربنا ، ويكون سبباً لإصلاح أحوالنا ، والاستقامة على ذلك لنحيا حياة طيّبة ، وكذلك حتى تكون عيشتنا في الآخرة عيشة راضية .
م ن ق ول
| |
|